السبت، 29 سبتمبر 2012

موغلا ... سحر الطبيعة مع عراقة التاريخ

موغلا ... سحر الطبيعة مع عراقة التاريخ 






لا يسعك عند زيارة مدينة موغلا إحدى مقاصد السياحة التركية الأولى، 
سوى الوقوف مذهولاً لعظمة وجمال ما ضمته في أرجائها الواسعة 
من طبيعة غناء ومواقع أثرية خالدة تشهد على غناها التاريخي والثقافي، 
وتجعلك في حيرة شديدة من أمرك،
فمن أين تبدأ جولتك،
وكل معلم فيها يستحق المشاهدة، 
إنها مدينة متفردة لا تشبه غيرها من المدن،
فإن زرتها يوماً فسوف تجد مكاناً دائماً لها في ذاكرتك ولن يكون بمقدورك نسيانها أبداً. 


تقع مدينة موغلا في جنوب غرب تركيا 
على أرض مرتفعة فوق سهل بلان (Plain) 
وترتفع 670م عن سطح البحر،
وتعتبر العاصمة الإدارية لإقليم موغلا المؤلف من المدن السياحية التالية:
بودروم Bodrum , 
فتحية Futhiye,
مرمريس Marmaris 
داتجاDatça أكبر منطقة سياحية بعد مدينة أنطالية Antalya، 





تأتي أهمية هذه المدينة من كونها ممراً أساسياً 
يربط العديد من المدن السياحية التركية الهامة مع بعضها بعضاً 
كـ ديدمان Dalaman, 
داتجا Datça,
فتحيةFuthiye , 
كفاكلدير Kavaklıdere, 
كويجغير Köceğiz,
مرمريس Marmaris,
ميلاس Milas, 
أورتاسا Ortaca,
أولا Ula،






وربما هذا ما يفسر ولع السياح بالتجوال في ممراتها الضيقة. 






تاريخ مدينة موغلا 


على الرغم من مرور آلاف السنين على نشأتها
إلا أن مدينة موغلا استطاعت المحافظة على حضارتها وتاريخها العريق
العائد إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد،





فقد عرفت في العصور القديمة باسم كاريا (Caria) 
عندما استوطنها الشعب الكارياي (Carian)،
لكنها بدأت بالظهور مع نشأة الحثيين Hittites 
الذين أطلقوا عليها لوغا (Lugga)، 
ثم سيطر عليه الفراعنة (Phrygians)
لتخضع بعد ذلك إلى حكم الفرس 
ومن بعدهم إلى الحكم البيزنطي، 
في عام 1391 أصبحت جزءاً من أراضي الدولة العثمانية
في عهد السلطان العثماني بايزيد،
وفي عام 1921 تحررت المدينة أثناء الحروب من أجل الاستقلال. 







بيوت موغلا ... رموز المدينة الحية 






تحتضن مدينة موغلا في ربوعها الجميلة مواقع طبيعية وتاريخية وأثرية
وأخرى ثقافية تدل على تحضرها ورقيها
كجامعة موغلا التي يقصدها الآلاف من الطلبة، 
ولكن بيوتها ذات الطابع العمراني العثماني منحتها طابعاً فريداً
ميزها عن باقي مدن العالم،





حيث بلغت عمارتها الفريدة وتصميمها الأخاذ شهرة واسعة 
بلغت إلى حد أن الفنانين تناولوها في منمنماتهم ولوحاتهم الفنية
لعرضها في أشهر المتاحف العالمية، 
فاستحقت أن تكون إحدى رموز المدينة الحية الشاهدة على عراقتها وحيوتها. 
وقد حرص المعماريون عند بناء هذه البيوت المتمركزة في وسط المدينة 
عند أسفل جبل Hisar بين منطقة Kavakaidere وDugerek الواقعة على 
منحدر MT Yilanli، على الاهتمام بهندستها الداخلية والخارجية 
مركزين على أدق تفاصيلها بما يتناسب مع طبيعة البيت التركي وعاداته، 
فأسقفها زينت بزخارف ونقوش غاية في الجمال والروعة،
وصممت مواقدها بأسلوب فني رائع زاد في شهرة هذه البيوت وأهميتها. 



منطقة سابورهان.... قلب مدينة موغلا 







تضم منطقة سابورهان الواقعة في الجزء الشرقي للمدينة 
في أسفل جبل MT.Hisar ذي القمة المنبسطة
أكثر من 400 منزل من منازل موغلا العائدة بتاريخها إلى القرن الثامن والتاسع عشر،
فإن أردت التعرف على تاريخ مدينة موغلا ومشاهدة منازلها الشهيرة 
فما عليك إلا الذهاب إلى هذه المنطقة التي تعد الأهم في المدينة، 
إذ يمكنك السير بمحاذاة النهر القديم والتوقف قليلاً في أحد المقاهي 
التي تغطيها أشجار الكرمة لشرب فنجان من القهوة أو الشاي التركي اللذيذ
تحت ظلها ممتعاً ناظريك برؤية البيوت التركية واليونانية الطراز
وتنسى معها الوقت والتعب. 






يعتبر سكان شرق اليونان وشواطئ آسيا أول الشعوب التي استوطنت المدينة
في الألفية الرابعة قبل الميلاد، حيث تأسست مستعمرات عدة في كلٍ من
Achaean , Carian, Lonian،
بيد أن الفرس تمكنوا من السيطرة عليها في عام 546 قبل الميلاد
ثم استولى عليها الاسكندر الأكبر، 
وعند ظهور الدولة العثمانية قرر العثمانيون واليونانيون التعايش معاً، 
فمارس اليونانيون مهناً كثيرة كالتجارة والخياطة وأنشؤوا مطاحن الحبوب والمخابز
بينما عمل الأتراك في تربية الماشية والزراعة، 
وبعد تأسيس الجمهورية التركية هاجر اليونانيون لكن بيوتهم بقيت على حالها، 
وكانت شاهداً خالداً على حضارتهم في منطقتي 
سابورهان (Saburhane) وكوناكلتي (Konakalti) 
من خلال مابنوه من منازل تميزت عن البيوت التركية 
بواجهتها الحجرية وأعمدتها الصلبة، وبنائها من الحجر القاسي 
وعدم وجود باحة خلفية لها، 
ولم تقتصر آثار اليونان على ذلك بل شملت الأبنية العمرانية العامة
في أماكن المدينة المعروفة ومن أهمها برج الساعة 
المبني من قبل اليوناني فيلفيان (Filivan) في عام 1895 





في البازار العثماني (Arasta) مركز الصناعة والتجارة في المدينة القديمة.
أما إذا شاهدت وأنت تجول في شوارع سابورهان 
الأبواب والبيوت المزدوجة فاعلم أنك أمام البيوت التركية 
بطرازها العثماني التقليدي المتميزة بأسطحتها الحمراء اللون وجدرانها البيضاء
التي تتدلى منها النباتات الخضراء مكونة تمازجاً لونياً جميلاً
يضفي عليها سحراً خاصاً، وقد زينت شرفاتها بحواجز خشبية ذات نقشات جميلة 
وبنيت حماماتها ملاصقة لجدران البيت، 
بينما ساهمت الفسحة الأمامية (Hayat) والمدخل الأمامي (Kuzulu Kapi)
في إعطاها طابعها الشهير الذي زاد من أهميته الأبواب والمواقد 
التي تعد بدورها من السمات البارزة لهذه البيوت، 
حيث يستخدم لبناء الموقد 52 قرميدة مصنوعة محلياً، 
لكن عموماً فإن تصميم البيت وهندسته وجميع تفاصيله الصغيرة والكبيرة 
منها تعبر عن خصوصية البيت التركي وتحمل في مضمونها معنى واحداً فقط وهو العائلة. 



التسوق في موغلا 


لن تكتمل زيارتك إلى مدينة موغلا إلا عند مرورك على سوقها القديم
الذي سيمكنك من اختبار متعة تسوق مختلفة 
وستجد فيه ما يلبي ذوقك الرفيع،
خاصة إذا كنت من عشاق التحف والأدوات المشغولة يدوياً،
حيث تنتشر في أرجائه الشعبية مختلف الحرف والمنتجات اليدوية التقليدية 
التي يسعى صناعها وحرفيوها إلى المحافظة عليها من الزوال،
كونها تمثل جزءاً هاماً من تراثهم الأصيل. 
أما في حال أردت شراء هدية لأحبائك
فعليك بالذهاب إلى المحلات التجارية الحديثة في Yagcilar Khan 
التي ستعرض لك كل ما هو فاخر وجميل. 



متحف التاريخ الطبيعي 


يعد متحف التاريخ الطبيعي أحد الأماكن الثقافية والأثرية المهمة
ليس في مدينة موغلا فقط وإنما في تركيا أيضاً،
لكونه المتحف الوحيد في البلاد الذي يضم مستحاثات طبيعية
يعود تاريخها إلى أكثر من تسعة ملايين سنة،
عثر عليها في قرية تابعة لمدينة موغلا، 
لذا اعمل على تدوينه على لائحة أماكن الزيارة المدرجة لديك،
فزيارته ستمكنك من التعرف على حضارة هذه المخلوقات المنقرضة
التي كانت تعيش في المناطق الممتدة من شرق آسيا وحتى اسبانيا ومعايشة عصرها. 
بعد تجوالك في أرجاء هذا المتحف التاريخي
ننصحك بتناول فنجان من القهوة في أحد المقاهي
تحت ظلال الأشجار للتخلص من التعب الذي يعتري جسدك
بعد يوم طويل أمضيته في التعرف على معالم المدينة الجميلة. 



مطبخ موغلا 







يضم مطبخ موغلا قائمة طويلة من المأكولات المحلية الشهية 
التي ستدعوك روائحها الزكية الطيبة المنبعثة من بيوتها 
ومطاعمها المنتشرة في مختلف الأرجاء
إلى تذوق نكهاتها المميزة بعد تجوالك في ربوع المدينة
ممتعاً عينيك برؤية مناظرها الآسرة، 
ويعتبر حساء الترخانة واللحم المحشي وسمك البوري والكباب من أهم هذه الأطباق، 
وبعد حديث قصير مع أحد القائمين على إعداد الطعام 
ستعرف أن الزيتون والفلفل هما أساس النكهة في المدينة المشهورة بزيتونها
الذي استطاع المحافظة على مكانته المهمة حتى الآن، 
بعد تناولك وجبتك الدسمة ننصحك بتذوق حلوى سترميك (Citrmik) 
طبق الحلويات الأشهى على الإطلاق،
ومن المؤكد أنك تستحق تذوق طعمه اللذيذ. 



لا تغادر مدينة موغلا قبل أن تزور: 


 جامع كورشونلو الكبير المبني في عام 1495. 
 حمام فاكيفلار العائد بتاريخه إلى 1258. 
 البازار العثماني الموجود فيه برج الساعة. 
 التنزه في هضاب كرابغلر. 
 شراء أقمشة موغلا الفاخرة من أحد أسواقها الشهيرة. 
 حضور إحدى حفلات زفافها المميزة. 
 التسوق في سوق موغلا الذي يفتح أبوابه يوم الخميس فقط. 
 تذوق مأكولات موغلا الشهية 
كشكة موغلا وهو نوع من أنواع الطعام الجاف، 
وبورلجه تره أوتو 
وقاورما جندار (اللحم المقلي). 



وهذه صور متنوعه من مدينة موغلا





















انتهى